استبيان 2015 يكشف النقاب عن التحديات الثلاثة الكبرى لأصحاب المشاريع
لاشك أن تأسيس عمل تجاري وتطويره هو تحدي لا يستهان به على الإطلاق، كما أن الوصول إلى آليات التغلب على العوائق واقتناص فرص تطوير الأعمال الفعلية يعني النجاح لأصحاب الأعمال، وهذه حقيقة لا تقبل الشك. ومن خلال تصفح الانترنت، توصلنا إلى أكبر ثلاث تحديات يواجهها أصحاب المشاريع في العام 2015.
فمن كان يتوقع أن تكون النزاهة في رأس القائمة؟ تعدّ النزاهة في مضمونها الجيد من القدرات التي نملكها بالفطرة، فهي القدرة على عمل الشيء الصحيح رغم مواجهة الضغوط الكبيرة التي تدفعنا للقيام بالخطأ. باختصار، إنها القيام بما هو صحيح رغم جميع المصاعب والظروف. تشير (أيمي روز أندرسون)، متحدثة رسمية صاحبة مشروع مهم وناجح، إلى أنه إذا استطاعت تعليم قيمة واحدة فقط للعيش بها، فإنها تؤمن بأن : “النجاح يأتي ويذهب، لكن النزاهة أبدية”. حاليًا هذا هو الملهم.
بالرجوع إلى عام 2013، وفي مقال نشرتها مجلة (فوربس) عن أكبر ثمانية تحديات تواجه رجال الأعمال، من المدهش أن نجد النزاهة تحتل المرتبة الأولى بين تلك التحديات. كما احتلت إدارة الموارد، التي تتضمن رأس المال وتحقيق الربح، المرتبة الثانية فقط (صدق أو لا تصدق؟)، وكانت المنافسة هي التحدي الثالث. أليس هذا مثيرًا للاهتمام؟ ولكن الشركات أو المؤسسات المنافسة التي تقدر الثقة قبل كل شيء، اعتبرت النزاهة التحدي الأكبر المثير للجدل.
بدءًا من العام 2015، ظهرت كثير من التحديات عن أي وقت سبق، من بينها الشك الذي يعتبر أحد أصعب التحديات التي تواجهها أي شركة في الوقت الراهن. ويعود هذا الأمر إلى التغيرات غير المتوقعة في السوق العالمية التي تتواتر بمعدل سريع وبشكل مضاعف، وكذلك الاستراتيجيات التي قد تتغير في كل شهر. ومن خلال توجهات السوق والاقتصاد العالمي ومكانة الأعمال التجارية الجديدة، تعتبر تحديثات وتحسينات خوارزمية غوغل لاستراتيجية وسائل الإعلام الاجتماعية هي الوحيدة ولكن مع عدد قليل من القوائم غير المنتهية ضمن عوامل غير مؤكدة.
لسوء الحظ، يحجب الشك تقدير أصحاب المشاريع وهو يقوم بتضليلهم في اتخاذ القرارات الآمنة. فعند إخفاق أحدهم في وضع خطة استراتيجية لمدة خمسة سنوات قادمة، ينتهي به الأمر بالقضاء على قيمة أعماله التجارية. وتكمن المفارقة بأنه في حين أن عجلة السوق متغيرة بشكل متسارع، إلا أن الأعمال التجارية ذات الأهداف قصيرة الأمد من المؤكد إخفاقها. وهنا يكمن السبب وراء وجوب استثمار الوقت في التخطيط بعناية لاستراتيجية طويلة الأمد لنمو أعمالك التجارية.
هل يعتبر الابتكار تحديًا حقيقيًا في الأعمال التجارية؟ ريما في حال لم تتغير الأشياء عما كانت عليه في الماضي، عندها عليك متابعة القيام بالأعمال التي أعتدت القيام بها فقط، وبذلك قد لا يلزم ابتكار فرص لنمو أعمالك التجارية.
في حال كانت الأسواق مستقرة لبدء العمل مع العملاء الذين يسهل الوصول إليهم، وفي حال لم يمتلك المنافسون أفكار جديدة للتوصل إلى منتجات جديدة، وفي حال بقيت التكنولوجيا ثابتة تمامًا، عندها فقط من الممكن أن نقوم جميعًا بأداء الأشياء بشكل مريح وعدم التفكير بطرق أفضل لتطوير أعمالنا التجارية.
الأمر ليس كذلك على أية حال، لأن الابتكار يتسارع بشكل مستمر وبسرعة أكبر ، حيث إنك تغمض عينك ليلاً لتستيقظ صباحًا وتجد ما هو جديد على الإنترنت. إنه الشيء الواقعي الآن، ومما لا شك فيه أن عليك وعلى شركتك التفكير بحلول جديدة أو تطوير حلول قائمة وابتكارها، حتى تتمكن من المنافسة أو إنجاح أعمالك التجارية.
يكمن الخبر السار في أن الابتكار ليس هبة وإنما مهارة. حيث إنك لن تحتاج إلى تعيين موظف استثنائي على كل حال، في حين أن الموظفين الخاصين بك هم بالفعل استثنائيين من تلقاء أنفسهم. تحتاج فقط إلى تشجيعهم للتفكير بطريقة إبداعية، وحثهم على عدم اتباع المسار النمطي. فممارسة الثقافة المبتكرة بالإضافة إلى الموظفين الخاصين بك، هو طريقك للسعي نحو التميز.
في حين كانت النزاهة وعدم التأكد والابتكار تعتبر في الغالب أكبر التحديات منذ وقت طويل، لم تكن هذه العوامل أكثر تحديًا كما هو عليه الآن. يشير المنطق إلى أن المنافسة اليوم أكثر صعوبة، والاقتصاد العالمي أكثر قابلة للانهيار، والتقدم التكنولوجي أكثر تقلبًا من أي وقت مضى.
لذلك إن كنت صاحب مشروع، قم بالمزيد من التقييم للموظفين لديك، وفكر بالتحديات باعتبارها فرص وقم بتوجيه الموظفين لإنشاء المسار الخاص بهم. عليك القيام بالكثير من الأبحاث حول أحدث توجهات السوق، وبذلك لن تستطيع اتخاذ القرارات الخاصة بالأعمال التجارية بناءً على المعلومات التي عفا عليها الزمن. وأخيرًا، قم بتطوير استراتيجية طويلة الامد بالنسبة للأعمال التجارية الخاصة بك، ذلك من شأنه أن يقوم بإيجاد الطريقة العملية والربح المنشود، وبالتالي يمكنك ضمان نجاح الأعمال التجارية الخاصة بك على المدى الطويل.